أباطيل المدينة
قالوا عنه ;
أنه مختلس
و سارق أموال الناس
و ارجفت المدينة
و اآجفت مجالسها
و نسبوا إليه كل طريف و تالد
و لم يتركوا منقصة إلا أضافوها إليه ,
و لم توفي تبينوا أنه ;
لم يدخن قط و قد قالوا أنه محشش
و لم يمر اسم الخمر على لسانه
و قالوا أنه يختمر ليلا
ثم يتطاهر بالتقوى نهارا
و زعموا أنه تزوج أم الأيتام سرا
و قد كان يراعهم و أمهم و أنه لم ينهب أحدا ، و لكنه كان يوزع الصدقات سرا ، كان يخرج في الثلث الأخير ، و يعود متلحفا بضوء السحر قبل الفجر بقليل ,
حتى الذين كان يصلهم نواله لم يعرفوا موته إلا عندما لم يصلهم عطائه في تلك الليلة , كانوا مجموعة من العجزة و المساكين و الارامل في اطراف المدينة ، كان يعرفهم بالنهار ، فيمنحهم بالليل ,
دهش أبناؤه حين فتحوا خزانته ، فلم يتمالكوا أنفسهم ، لم يبكوا ، و لم يزرفوا الدموع ، و لكن تواصوا بينهم أن ينفذوا وصية أبيهم ,
كانت الوصية في الخزانة واضحة التفاصيل . نصيب كل واحد من الذين كان يبرهم ، و يرعاهم كاملا و لمدة اربعين ليلة ، و باقي التركة لكم ,
أما أم الايتام فكانت الوصية ، هي ليست زوجتي كما يتوهم الجميع ، و لكنها أمرأة طاهرة ، عفيفة ، تعيش اطفالها بشرف ، فسخرني الله لها ، فالبيت الذي تسكنه لكم ، و قد استأجرته منكم لمدة خمسة عشرة سنة ، تجدون الشيكة باسم الورثة جميعكم ، فلا تخرجوها حتى تستوفي اجلها ، و يبلغ الأطفال رشدهم ,
و وجدوا مستندات ، و مستندات يبدد كل الشكوك ، و تزيل كل ابهام ,
فقال اوسطهم ;
ساتولى ما كان يفعل أبي ، فلا تعلموا أحدا من أهل معروف أبي , فإذا مت فافعلوا ما تشاءون