بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعيش الانسان في هذه الحياة ..وقد خلق الله فيه مجموعة من الانفعالات ..
انفعالات نفسية و عاطفية .. منها الغضب و الفرح و الخوف و الفزع و الحزن ..
و البكاء و الضحك .. و الأنس و الوحشة .. إلى غيرها من الانفعالات ..
ومن هذه الانفعالات الخوف ..الخوف ذلك الشعور الذي يتملك الإنسان كلما لاحت في سمائه عوامل تهز أركان ذلك الأمن الداخلي ..
ولم يخلق الله في أرواحنا و نفوسنا انفعال إلا وله حكمة فيه ..نحتاج إلى الخوف كأنفعال لوجود أمور في حياتنا نشعر منها بالخطر ..!!
وقد ورد الخوف في القرآن على سبيل الترغيب لا الترهيب .. الترغيب في الجنة ..
قال تعالى :
( ولمن خاف مقام ربه جنتان)
نعم إنه خوف محمود و مطلوب .. خوف من الله ..خوف يستدعي مجانبة المعاصي و البعد عنها خوفاً من مقامه سبحانه وتعالى .. خوفٌ نريده أن ينمو داخلنا لأنه محمود العواقب و جائزته عظيمة و أي جائزة .. جائزة تختلف عن كل الجوائز .. جائزة نريدها جميعاً و نتمناها .. إنها الجنة ..
وليست جنة واحدة بل جنتان ..
نخاف مقام ربنا .. ذلك المقام العظيم الذي لابد أن نستشعره داخلنا كلما هممنا بفعل لا يرضى عنه سبحانه .. في كل مكان .. في خلواتنا .. في سرنا و علانيتنا .. نتذكر ذلك المقام و نخافه
نخاف من عقابه .. و غضبه ..
نحتاج ذلك الخوف في وقتنا الحاضر بل نحن في أمس الحاجة إليه الآن لاسيما ما يعج به حاضرنا من وسائل تغص بالغث والسمين من المنكرات .. والبدع و المعاصي و الذنوب .. من وسائل تواصل اجتماعي و قنوات فضائية .. و بدع وخرافات ..
نستشعر ذلك المقام العظيم عندما نرسل تلك المقاطع .. وتلك الشائعات .. و تلك الأحكام البدعية .. وتلك الصور الخليعة الفاضحة .. وتلك المبادئ المخالفة .. وتلك الأغاني الماجنة .. نحتاج ذلك الخوف الذي يعبر بنا إلى بر الأمان لننعم بتلك الجائزة العظيمة الجنة التي فيها مالا عين رأت و لا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ..
ذلك الخوف مقياس لمدى إيماننا .. لمدى تقوانا .. لمدى تصديقنا .. لمدى حرصنا على ذواتنا .. في هذا الوقت الخطير .. لذا يجب أن نخاف .. حتى نأمن في الآخرة ..
اللهم صل وسلم على محمد