الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن ترك الصلاة حتى يخرج وقتها ذنبٌ عظيم أعظم من الزنا والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس، وصاحبه عرضةٌ لعقاب الله العاجل والآجل، نقل الإجماع على ذلك ابن القيم في أول كتاب الصلاة، فإذا تدبرت يا أخي هذا المعنى اقشعر جلدك وارتجف قلبك وخشيت أن تكون ممن خذلهم الله فليس لهم في الخير نصيب،
وترك صلاة الجماعة كذلك معصية لله عز وجل، فقد هم النبى صلى الله عليه وسلم بتحريق بيوت المتخلفين عن الجماعة. متفق عليه.
فهل يسرك أن تحشر مع قوم همَ النبى صلى الله عليه وسلم بتحريق بيوتهم، فعليك بمراقبة الله تعالى والتفكر في أسمائه وصفاته، وعليك بمصاحبة أهل الخير الذين يعينونك على الطاعة، وأكثر من التوبة والاستغفار، واجتهد فى الدعاء بتثبيت القلب والاستقامة على الدين.
وأما عن أحكام قضاء الصلوات فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من نام عن صلاةٍ أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك. متفق عليه، والقضاء يحكي الأداء، فصفة قضاء الصلاة الفائتة هي صفة أدائها، وأما من ترك الصلاة عمدا فلا ينفعه قضاؤها عند طائفةٍ من أهل العلم، وهو اختيار شيخ الإسلام ابن اتيميه: إذا كان يتركها بالكلية لأنه في هذه الحالة يرى كفره، والجمهور على أنه يلزمه قضاؤها مع التوبة والاستغفار. والأول أظهر. والله أعلم.
والذي يترك الصلاة عمداً عليه أن يكثر من النوافل والتوبة والاستغفار والندم علي ما فرط منه، وأكثر من قراءة الكتب النافعة كرياض الصالحين والكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية ففيهما من الأحاديث والأذكار ما ينفعك إن شاء الله.
وأما عن كتاب تتعلم منه أمور الدين فاحرص علي قراءة فتاوى العلماء كالعلامة ابن باز والعلامة ابن عثيمين، وكتاب الشرح الممتع للعلامة العثيمين كافٍ في تحقيق مطلوبك إن شاء الله، وإن أردت كتاباً مختصراً فاقرأ: الملخص الفقهي, أو منهاج المسلم, أو فقه السنة, أو غيرها من الكتب المتداولة النافعة.
نسأل الله أن يوفقنا وإياك لكل خير، وأن يثبتنا وإياك على الحق، وأن يهدينا وإياك سواءَ السبيل.