الانتحار يعني خلاصك من الهموم والغموم
الانتحار فرصة ثمينة جداً لراحتكِ من النكد والكدر والطفش
وأكون صريح جداً هذه المرة:
ماالفائدة أن نبقى في طفشنا وهمومنا؟ إذا كان الانتحار سينقذنا من ذلك.
والشي الجميل والمفرح حقاً هو تعدد طرق الانتحار وهذا جداً رائع، فمتى ما ضاقت بكِ الدنيا فتخيّري أفضل طريقة تناسبكِ لتنتهين من شي أسمه ضيقه في الحياة.
وهو أقرب الحلول للخلاص من همّ يلازمك.
وها نحن نرى ونسمع عن أعداد كبيرة من المنتحرين في العالم، ولا غرابة في ذلك أبداً فهو أقصر الطرق وأيسرها.
أعيد وأقول إلا متى نبقى في همومنا في هذه الحياة سنة سنتين ثلاث عشر أكثر ؟
يكفي نصائح، يكفي توجيهات، يكفي تحذيرات، فقد مللنا ذلك.
[size=32]الانتحار [/size]
الفرصة التي لا تعوّض
والفرصة المحبوبة لدى النفوس التي نفذ صبرها
من هنا أقول: آآآه
إن تلك الكلمات التي قرأتم الأن ما هي إلا إيحاءات شيطانية لتزج بك معها غداً في اسوأ مكان.
الانتحار الذي أخذنا نسمع عنه في الآونة الأخيرة ليس في الغرب بل في بلادنا الإسلامية ليست البعيدة بل القريبة منا بل الأدهى في بلادنا بلاد التوحيد ومنبع الرسالة ومهبط الوحي !!
فإلى كل مريدةٌ للإنتحار أقول: فقط دقائق معدودة أريدها للتحدث معكِ:
يقول الله عز وجل في كتابة الكريم -: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) (النساء:29-30)
جاء في تفسير الجلالين لهذه الأية:
"وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسكُمْ" بِارْتِكَابِ مَا يُؤَدِّي إلَى هَلَاكهَا أَيًّا كَانَ فِي الدُّنْيَا أَوْ الْآخِرَة بِقَرِينَةِ "إنَّ اللَّه كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" فِي مَنْعه لَكُمْ مِنْ ذَلِكَ.
"وَمَنْ يَفْعَل ذَلِكَ" أَيْ مَا نُهِيَ عَنْهُ "عُدْوَانًا" تَجَاوُزًا لِلْحَلَالِ حَال "وَظُلْمًا" تَأْكِيد "فَسَوْفَ نُصْلِيه" نُدْخِلهُ "نَارًا" يَحْتَرِق فِيهَا "وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّه يَسِيرًا" هَيِّنًا.
وجاء في وصف عذاب قاتل نفسه أنه يُعذَّب يوم القيامة بجنس ما انتحر به؛ لأن الجزاء من جنس العمل، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ومن قتل نفسه بشي عُذِّبَ به يوم القيامة ) (متفق عليه)
وقال: (مَن تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن تحسَّى سمّاً فقتل نفسه فسمُّه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً ، ومَن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً )
(متفق عليه) .
ولم تكن العقوبة بالنار فحسب؛ بل حرَّم الله عليه الجنة كما في الحديث: (كان فيمن كان قبلكم رجل به جُرح، فجزع، فأخذ سكيناً فحزَّ بها يده، فما رقأ الدم حتى مات، قال الله تعالى: "بادرني عبدي بنفسه، حرّمتُ عليه الجنة) (رواه البخاري ومسلم) .
حقيقة كيف تطيب نفسكِ للانتحار وهي تقرأ الأية والأحاديث الشريفة ؟!!
ثم أكن معك صريح وواضح: هل تظنين أنَّ أحداً ذو راحة كاملة في هذه الحياة ؟!
والله كلٌّ له همومه وغمومه
الملوك الأمراء أصحاب الأموال لم يكن ثراهم تجارتهم مانعاً من تسلّط الهموم والغموم عليهم أبداً
الدنيا دار ليست دار فرح وسرور بل هي دار كبد ومشقة
طبعت على كدر وأنت تريدها... صفوًا من الأقذاء والأكدَارِ
ثم إن انتحاركِ هو علامة يأسكِ من روح الله، أي قطع رجاؤكِ واملكِ بالله عز وجل، فإنه لَا يَيْأَسُ مِن رَوْحِ اللَّهِ إِلا القوم الكافرون.
وأيضاً أختي إقدامكِ على الانتحار يعني عدم رضاكِ بقضاء الله وقدره والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: (عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له) (رواه مسلم) .
فأنتِ لم تصبري إذاً ذلك ليس خيراً لكِ، فأنتبهي وعوّدي نفسكِ على الصبر الصبر.. الصبر: يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ومن يتصبّر يُصبّره الله، وما أُعطي أحدٌ عطاءً هو خيراً وأوسع من الصبّر) (رواه البخاري ومسلم), فيجب أن تعلمي أن هذه المصائب التي تصيبنا -صغرت أم كبرت- هي كفارات لنا.
ويقول عليه الصلاة والسلام -: (ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفّر الله بها عنه، حتى الشوكة يُشاكُها) (متفق عليه)
ومما ورد في الأحاديث في الصبر على البلاء قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في جسده أو في ماله أو في ولده حتى يلقى الله سبحانه وما عليه خطيئة)
وقضاء الله جَارٍ لا محالة؛ فالسعيد من صبر برضاه لا رغمًا عنه؛ فنال الأجرَ، وكفَّر الله عنه السيئات.
وعليكِ بالدعاء: فإن الله -عز وجل- يفرِّج به الكروب، فهو القائل: (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ) (النمل:62), فلو علم العبد أن له ربًّا يكشف الضر؛ لن يفكر في أن يعصيه, ويبادر بنفسه.
فيا أيتها الغالية الأمر جلّ خطير والله فراجعي نفسكِ وراجعي قلبكِ وتأكدي أن المصائب والكوارث مقدره تقديراً من الله عزوجل وما يصيبكِ ليس بمسوّغ لك أن تنتحري أبداً
وعودي إليه سبحانه و اسأليه العون والتوبة فالروح التي تسكننا هي ملكه تعالى يبثها ويأخذها وقت ماشاء سبحانه فهي أمانة بين يدينا ونحن من واجبنا الحفاظ عليها ورفعها عن كل ماقد يدنسها ويضعفها ويقلل منها.
وتذكري ( بادرني عبدي بنفسه، حرّمتُ عليه الجنة ) .
تحيات نوووووووووووووووووووووووووور