الحيل العقلية الدِّفاعية Hitskin_logo Hitskin.com

هذه مُجرَّد مُعاينة لتصميم تم اختياره من موقع Hitskin.com
تنصيب التصميم في منتداكالرجوع الى صفحة بيانات التصميم

منتدى منشدات
الحيل العقلية الدِّفاعية Ooouso11
منتدى منشدات
الحيل العقلية الدِّفاعية Ooouso11


منتدى منشدات للبنات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

موقع أحلى بنة؛ يحتوي على تشكيلة وصفات طبخ جديدة وشهية سهلة وسريعة الرابط:

حصريا قناة منشدات على اليوتيوب

تجدون فيها كل حصريات المنشدات وأخبار نجوم طيور الجنة الجدد والقدامى ونجوم كراميش ونون بالإضافة إلى الأناشيد والصور والتحديات

شاطر
 

 الحيل العقلية الدِّفاعية

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ
ʝǟƈӄ ʀǟռօʊƈɦǟ


*¤®§(*§مراقبة §*)§®¤*

معلوماتاضافية
المشاركات : 2115
التقييم : 796
النقاط : 7477
العمر : 22
الجنس : انثى
الدولة : الجزائر
الهواية : المطالعة
المزاج : الحيل العقلية الدِّفاعية 5810
الشلة : شلة الهبل
أوسمة منتدى منشدات : الحيل العقلية الدِّفاعية Uoou-o30

الحيل العقلية الدِّفاعية 1436548622073
الحيل العقلية الدِّفاعية Jij345

الحيل العقلية الدِّفاعية Empty
http://larra.forumalgerie.net/forum
مُساهمةموضوع: الحيل العقلية الدِّفاعية   الحيل العقلية الدِّفاعية Emptyالأربعاء يونيو 15, 2016 2:57 pm

الحيل العقلية الدِّفاعية

يسعى كل فرد إلى تكوين علاقات طيبة مع الآخرين، وأن يكون راضياً عن نفسه، وأن يُشبع حاجاته الجسمية البيولوجية والاجتماعية النفسية. وخلال سعي الفرد لتحقيق ذلك، يمارس أنشطة متعددة تساعده وتيسر له الوصول إلى ما يسعى إليه، أي إلى تحقيق التوافق الشخصي والاجتماعي. وتتضمن حياة الإنسان توافقاً مستمراً. وما دام الإنسان قادراً على تحقيق التوافق، فإنه يستطيع الحياة والبقاء. أما إذا عجز عن الوصول إلى هذا التوافق، فإنه سيلقى الموت والفناء.

قد تكون عملية التوافق أحياناً سهلة ميسرة، يقوم بها الكائن دون مشقة أو عناء. فقد يشعر بالجوع ويجد الطعام في متناول يده. إلا أن عملية التوافق قد تكون في أحيان أخرى صعبة وشاقة، لوجود مجموعة من العوائق التي تمنع الكائن من الوصول إلى هدفه. فقد يشعر بالجوع ولكن لا يجد المال اللازم لشراء الطعام، وفي هذه الحالة يشعر الفرد بالإحباط.

والإحباط هو الإعاقة أو المنع من بلوغ الهدف، الذي يسعى الفرد نحو تحقيقه. فالطفل الذي يحال بينه وبين اللعبة، والموظف الذي لا يحصل على رضاء رئيسه عن أدائه، والطالب الذي يرسب في دراسته، والعامل الذي يفشل عدة مرات في إصلاح الآلة، كلهم يشعرون بالإحباط. ولكي يحدث الإحباط لا بد من وجود دافع يحرك الفرد ويوجهه نحو هدف معين؛ ولكن ثمة عائق يمنع الفرد من الوصول إلى هدفه. فدافع الطفل هو اللعب وهدفه الوصول إلى اللعبة، والعائق إخفاء اللعبة عنه أو وضعها في الدولاب وإغلاقه. ودافع الطالب هو النجاح وهدفه اجتياز الامتحان، والعائق قد يكون عدم المذاكرة، أو سوء المذاكرة، أو صعوبة الامتحان، أو عدم فهم الطالب للأسئلة.

وللإحباط أسباب متعددة، منها ما هو مادي ومعنوي، وشخصي ومجتمعي. فنقص النقود عائق، وضياع مفتاح الشقة عائق مادي. أما الشذوذ النفسي، كالتخلف العقلي وسرعة الانفعال والتبلد الانفعالي، فهي عوائق معنوية. والعائق الشخصي يرتبط بالفرد ذاته، مثل: نقص الذكاء وحدة الانفعال وارتفاع مستوى الطموح، مع نقص الإمكانيات. أما العائق الاجتماعي، فيتمثل في بعض الأعراف الاجتماعية غير المناسبة، مثل المغالاة في المهور كعائق لمن يسعى للزواج، والحروب والأزمات الاقتصادية نماذج أخرى للمعوقات الاجتماعية.

ويُعَد الصراع من بين العوامل المؤدية للإحباط؛ لأنه يتضمن إشباع أحد الدوافع دون الآخر. فحل الصراع بين الرغبة في المذاكرة والرغبة في مشاهدة التليفزيون، يتضمن إشباع الرغبة في المذاكرة دون الرغبة في الترفيه، أو خلاف ذلك.

أولاً: النتائج المترتبة على الإحباط

يترتب على الإحباط نتائج متعددة، منها نتائج مباشرة وأخرى غير مباشرة:

1. النتائج المباشرة

هي المظاهر السلوكية الدالة على الإحباط، والتي يؤديها الفرد في الموقف الإحباطي. فعندما لا نجد مفتاح الباب لدخول الشقة نؤدي عدة مظاهر سلوكية تُعَد نتائج مباشرة لضياع المفتاح (عائق يحول دون دخول الشقة). من تلك النتائج المباشرة:

أ. التوتر وعدم الاستقرار

يتخذ التوتر مظاهر متعددة، منها: الضيق الشديد، والقيام بحركات عصبية، والتردد، وكثرة الحركات العشوائية. وهذه الأدوات يكون الهدف منها خفض التوتر، ولكنها في حقيقة الأمر تزيده زيادة متتالية بحيث إنها يمكن أن تعوق الأداء الذي يساعد على الحل.

ب. زيادة الجهد

يهدف الإنسان بزيادة الجهد تحطيم العائق أو إزالته. فعند ضياع مفتاح الشقة واكتشافنا لذلك يزداد جهدنا؛ فندفع الباب بشدة أو نحاول كسره. وإذا رسب طالب في الامتحان فإنه سيحاول زيادة مجهوده في الاستذكار، لكي ينجح في الامتحان المقبل.

ولا تقتصر زيادة الجهد على الجانب الحركي فقط، بل يزداد تفكير الفرد في كيفية التغلب على العائق. ففي حالة ضياع مفتاح الشقة نبدأ في التفكير أين ضاع؟ أو أين تركته؟ وكيفية استعادته؟. وفي حالة عدم وجوده هل نتصل بالنجار أو عامل متخصص؟.. وهكذا.

إن زيادة الجهد الموجه نحو التخلص من العائق، يساعد في حل المشكلة وفي نقص التوتر الناتج عن مواجهة العائق.

ج. تغيير الطريقة

إذا وجد الفرد أن زيادة المجهود لا تجدي في حل المشكلة، فإنه يلجأ –عادة- إلى تغيير طريقة الحل التي كان يتبعها، ويبحث عن طريقة أخرى يمكن أن توصله إلى هدفه. فإذا لم تنفع محاولة فتح الباب –مثلاً- بدفعه بالقوة، يفكر الشخص في تغيير الطريقة كتجربة مفتاح آخر، أو الاستعانة بشخص خبير. والطالب الذي يفشل في الامتحان، قد يحاول التغلب على تلك المشكلة بتغيير طريقته في المذاكرة.

د. التأجيل

قد يلجأ الشخص إلى أن يشغل نفسه فترة مؤقتة بأعمال أخرى، بعيدة عن موقف الإحباط ومغايرة له، مثل الخروج للجلوس على المقهى للاسترخاء المؤقت، والتفكير في كيفية التغلب على العائق وفتح الباب. وميزة التأجيل أنه يتيح الفرصة لخفض التوتر، والتفكير الهادئ في حل المشكلة.

هـ. تغيير الهدف

إذا فشلت الطرق السابقة في حل المشكلة والتغلب على العائق والتخلص من الموقف الإحباطي، فقد يلجأ الإنسان إلى تغيير هدفه، واتخاذ هدف آخر يكون أكثر سهولة؛ فالمدرس الذي فشل في التعامل الناجح مع زملائه في المدرسة، قد يطلب نقله إلى مدرسة أخرى، والطالب الذي فشل عدة مرات في إحدى الكليات، قد يترك هذه الكلية ويلتحق بأخرى.

وتعتمد الطرق السابقة على خفض توتر الفرد، وعلى التروي والتفكير، وتحليل المسألة، والاختيار الإرادي. وتهدف هذه الطرق إلى حل المشكلة والتخلص من الموقف الإحباطي؛ ولكن إذا فشلت تزداد حدة التوتر النفسي وتستمر فترة طويلة، فتسبب كثيراً من الألم والضيق. لذلك، يتلمس الإنسان طرقاً غير مباشرة أو بديلة، هدفها الأساسي التخفيف من التوتر والضيق النفسي. وتُعرف هذه الطرق غير المباشرة بـ"الحيل الدفاعية" أو "الحيل العقلية".

2. النتائج غير المباشرة للإحباط (الحيل العقلية)

هي أنواع من السلوك أو التصرفات غير الإرادية أو غير الشعورية، يلجأ إليها الفرد للتخفيف من حدة التوتر النفسي المؤلم، وحالات الضيق التي تنشأ عن استمرار الإحباط لمدة طويلة، بسبب عجزه عن التغلب على ما يحول دون إشباع حاجاته ودوافعه. وهذه الحيل تكون عادة لا شعورية ولا إرادية؛ لأن الفرد يقوم بها وهو غير مدرك مباشرة للدوافع الحقيقية لها، أو الأغراض التي تهدف إليها؛ بل وقد ينكر الفرد قيامه بهذه الحيل أصلاً إذا حاولت توجيه نظره إلى حقيقة سلوكه.

والحيل العقلية شائعة بين الناس؛ فكلنا يحلم بأحلام اليقظة، وكلنا يلجأ إلى تبرير سلوكه بحيث يصبح مقبولاً، وكلنا يتعرض للنسيان بكبت بعض الخبرات غير المقبولة لديه.

ويمكن تصنيف هذه الحيل في حيل دفاعية، كالتعاظم لتغطية النقص، أو حيل هروبية، كالانكماش والانسحاب والابتعاد في حالة النكوص، أو حيل كبتية، كإبعاد خبرة مؤلمة عن مجال الشعور. ومن هذه الحيل:

أ. الكبت

هو التخلص غير الإرادي أو غير الشعوري من الدوافع غير المقبولة، أو الذكريات المؤلمة أو المشينة أو المخيفة، بإقصائها عن دائرة الشعور والإدراك، واختزانها وإخفائها في العقل الباطن أو اللاشعور. ولا يكون هذا التخلص نهائياً؛ بل يكون وسيلة لإقصاء تلك الدوافع أو الذكريات عن دائرة الشعور للتخلص مما يصاحبها من قلق؛ ولكن تظل نشطة في اللاشعور مكونة العقد النفسية. وتحاول الظهور في صور مقنعَّة، كالأحلام وفلتات اللسان. وعند محاولة تلك الدوافع والذكريات الظهور، يتجدد الصراع ضدها؛ لأنها غير مقبولة اجتماعياً، وتصطدم بالقيم الاجتماعية وبضمير الفرد.

ومن صور الكبت ما يحدث للأحلام، من أن حوادثها وتفاصيلها سرعان ما تُكبت وتُنسى. ويختلف الكبت عن القمع؛ لأن القمع هو الإقصاء الإرادي لبعض الدوافع والذكريات من نطاق الشعور، أما الكبت فهو لا إرادي ولا شعوري. أي أن القمع طريقة واعية يتحكم فيها الفرد في دوافعه وذكرياته المؤلمة ويبعدها عن تفكيره؛ فكلمّا جاء تفكيره فيها، فإنه يحول انتباهه عنها وينشغل بأمور أخرى.

ب. التبرير

يروى أن الثعلب عندما عجز عن الوصول إلى العنب، لارتفاعه عن مستوى قفزته، قال: "إن كل العنب مر". فقد حاول الثعلب تبرير فشله في الوصول إلى العنب بتحقير الهدف الذي كان يسعى إليه. فالتبرير هو التفسير المنطقي للأفعال والاتجاهات والأفكار، التي قررتها الدوافع غير الشعورية، من ناحية، أو غير المقبولة (للفرد أو المجتمع)، أو التي عجز عن تحقيقها، من ناحية أخرى. ويظهر التبرير سلوك الفرد في صورة مقبولة، على الرغم من أن الأسباب التي يبديها تكون زائفة وغير حقيقية.

ومن صور التبرير إلقاء اللوم على أسباب عارضة يراها الفرد مسؤولة عن فشله. فالطالب الذي يرسب في مادة دراسية يُلقي اللوم على مدرسه. ومن صور التبرير إظهار حسن النية عند أداء السلوك: "لم أقصد كذا، بل أقصد كذا".

ويختلف التبرير عن الكذب في أن الكذب إرادي، يهدف به صاحبه إلى خداع الآخرين. أما التبرير فهو لا شعوري يهدف به صاحبه إلى خداع نفسه.

ج. أحلام اليقظة

هي تخيل إشباع الفرد للدوافع والرغبات، التي لا يستطيع إشباعها في الواقع لوجود عقبات معينة، أو بسبب الكبت. وأحلام اليقظة شائعة لدى الناس جميعاً وفي جميع مراحل العمر تقريباً، إلاّ أنها تكثر في فترة الطفولة والمراهقة.

فالطفل يتخيل عصاه حصاناً ويركبه ويقوده بسرعة. إن هذا النوع من أحلام اليقظة يعرف باسم "اللعب التخيلي"، ويحدث، عادة، لأن الطفل لا يستطيع التمييز بين الواقع والخيال. والمراهق يتخيل نفسه موضع حب وإعجاب الآخرين، أو يتخيل نفسه بطلاً شهيراً يحظى بإعجاب الناس واحترامهم. ويحدث هذا للمراهق، عادة، نتيجة لما يعانيه من صراعات مختلفة، بين رغباته وعجزه عن إشباعها.

وتكثر أحلام اليقظة في أوقات الأزمات التي يمر بها الفرد ولا يجد لها حلاً، فيتصور حلها في الخيال. وقد يكون هذا أحياناً مدخلاً لحلها.

د. التعويض

إذا أُصيب الفرد بعجز أو نقص ما، نحا بطبعه نحو التعويض عن ذلك النقص حتى لا يؤثر في كفاءته أو في قيمته، من شتى النواحي العضوية والمعنوية. ويكون ذلك بموازنة النقص بالتفوق في جانب آخر. فالتعويض، إذاً، هو الاهتمام الزائد بسلوك معين (والتفوق في ممارسته)، كوسيلة لتخفيف حدة التوتر النفسي، الذي ينشأ عن فشل أو عيب أو نقص في بعض نواحي الشخصية، يؤثر على قيمة الشخصية ونظرة الإنسان لذاته.

قد يكون التعويض سوياً، كالطفل ضعيف البنية الذي لا يحبه زملاؤه؛ فيحاول التعويض باتخاذ الدراسة وسيلة للتفوق، فيعود إليه تقدير أصدقائه وحبهم إياه. وقد يكون التعويض غير سوي إذا كان التفوق الناتج عنه تفوقاً مريضاً فاشلاً، وفي الجانب غير النافع من الحياة. فالطفل ضعيف البنية قد يحاول التعويض باتخاذ مظاهر القسوة والعنف والالتجاء إلى السلوك العدواني ضد الأطفال الأصغر منه وضد الخدم والحيوانات.

وقد يكون التعويض مباشراً أو غير مباشر؛ فالتعويض المباشر هو محاولة الفرد التفوق في الميدان نفسه الذي يشعر فيه بالنقص. فالفتاة غير الجميلة قد تحاول لفت الأنظار إليها بالإكثار من المساحيق والزينة وارتداء الملابس الزاهية وغير المحتشمة، لتلفت الأنظار إليها.

أما التعويض غير المباشر، فهو محاولة الفرد التفوق في ميادين أخرى غير الميادين التي يشعر فيها بالنقص. فالطالب ضعيف التحصيل قد يحاول التفوق على زملائه في الألعاب الرياضية.

هـ. النكوص

هو رجوع الفرد إلى أنماط من الدوافع أو من السلوك، أو طرق الإشباع النفسي للرغبات القديمة التي لا تتفق مع مرحلة النمو التي وصل إليها. ويحدث هذا، عادة، إذا فشل المرء في تحقيق رغباته بطريقة إيجابية بناءة؛ فيرتد إلى أساليب الإشباع القديمة، التي لم تعد تتناسب مع مرحلة نموه الحالية.

فالرجل الذي فشل في حبه، قد يقنع نفسه بالعيش في كنف أمه، أو إحدى قريباته، أو سيدة عجوز تعطف عليه (كبدائل لأمه). وكالفتى الذي يتطلع عند زواجه إلى زوجة تقوم مقام أمه الحنون. وكالفتاة التي تخشى كبر السن قبل أن يتحقق لها الزواج، فتظهر بمظهر الفتيات الصغيرات في ملبسها وحركاتها وحديثها. ويوضح ذلك كيف يؤدي النكوص إلى أن يصبح سلوك الشخص غريباً.

وللنكوص صور، منها ما هو ضار ومنها ما هو نافع. فمن النافع ميل الإنسان إلى تذكر أيام طفولته الأولى، التي كان يشعر فيه بالسعادة والراحة والطمأنينة، وزيارته من وقت لأخر للأماكن التي نشأ فيها وقضى فيها أيام طفولته، لأن ذلك يشعره بأن هذه الصور مألوفة وشائعة، وتحقق درجة من الراحة النفسية له.

ومن صور النكوص الضار، عودة بعض الأطفال إلى التبول غير الإرادي، بعد أن يكونوا قد ضبطوه من قبل. ويحدث ذلك حينما يشعر الطفل بقلق من فقدان حب والديه وانصرافهما كلية إلى المولود الجديد. ومن الصور المتطرفة للنكوص، والتي تدل على اضطراب الشخصية، تراجع الراشد إلى دوافع وأساليب إشباع غير ناضجة، لم تعد تتفق مع مستوى نضجه الجسمي وعمره الزمني. لذلك، تضطر النفس البشرية إلى تحريف دوافعها وأساليبها الطفيلية حتى تموهها على الآخرين، وعلى نفسها أيضاً، بما يزيد من صعوبة تشخيص تلك الأعراض، ويجعل الانحرافات النفسية غير مفهومة.

ثانياً: منافع الحيل العقلية الدفاعية وفوائدها

الحيل العقلية سلاح ذو حدين، فهي نافعة وضارة. ويظهر نفعها في:

1. أن ظهور القلق هو الإشارة أو العلامة على أن هناك خطراً قائماً، وتكون الحيل العقلية الدفاعية وسيلة للوقاية من الخطر أو منعه أو اعتراضه. فالتعويض عن الفشل الدراسي بالتفوق الرياضي، وسيلة تقي الفرد من انخفاض تقدير الذات وما يصاحبه من قلق وتوتر.

2. تؤدي الحيل العقلية إلى تأمين الشخصية من مزيد من الأخطار، وإلى خفض مستوى القلق والتوتر النفسي الذي يعانيه الفرد، ويعوقه عن التكيّف الناجح.

3. كنتيجة لخفض مستوى القلق مؤقتاً، يمكن أن يتحرر الفرد من العجز والضعف (مؤقتاً) بحيث يستطيع أن يجرب أساليب متعددة للتكيف. ويعطيه ذلك وقتاً كافياً للتمييز بين جوانب المشكلة والتفكير في بدائل لحلها، والتخطيط لتنفيذ الحل تمهيداً لوضعه موضع التجربة الواقعية.

4. تُهيئ الفرصة للفرد لكي يجرب نفسه في أدوار جديدة، وتعلم وسائل جديدة للتكيف. فبالتبرير يوجد الإنسان أسباباً منطقية يفسر بها سلوكه ويقنع بها نفسه، ما قد يؤدي إلى أن يفتح أمامه مجالاً للتفكير السليم المبني على إدراك العلاقة بين الأسباب والمسببات. وبالتعويض قد يحقق الفرد تفوقاً في مجالات جديدة، تساعده على التكيف.

5. قد يؤدي سلوك معين مبني على عمليات دفاعية لا شعورية إلى نتائج إيجابية. فقد يكون التعبير عن رغبة مكبوتة في صورة عمل فني رائع، وقد يكون إعلاء دافع العدوان بالتفوق في مجال الرياضة البدنية (الإعلاء هو تحويل الطاقة النفسية المتعلقة بالدوافع المكبوتة، إلى أداء بعض الأعمال البدنية المقبولة والمفيدة).

6. لبعض الحيل العقلية دور مهم في عملية التنشئة الاجتماعية؛ فارتباط الطفل بأحد والديه أو تقمصه لأي منهما (التقمص عملية يرتبط فيها الشخص انفعالياً بشخص آخر فتندمج ذاتهما لتصبح ذاتاً واحدة)، يؤدي إلى استيعاب الطفل لأخلاق أبويه وغيرهم من الكبار؛ فينشأ ويتكون لديه الضمير الذي يقوم على استيعاب تعريفات السلوك وضوابطه، التي يتلقاها من الآخرين.

7. تلعب الحيل دوراً في التفاعل الاجتماعي. فالتقمص عملية أساسية في المشاركة الوجدانية والتعاون؛ لأنها تساعد الفرد على معايشة مشاعر الآخرين. فالطفل يعايش مشاعر والديه ومن يحب من الكبار، وعندما يكبر يمتد التقمص إلى أشخاص آخرين، كالمدرسين والأصدقاء؛ ثم يمتد إلى أنواع من الرموز الاجتماعية، كالجماعة التي ينتمي إليها أو النادي الذي يشترك في أنشطته. والتبرير كحيلة عقلية ييسر التفاعل الاجتماعي، إذ تساعدنا المبررات التي تتقبلها الجماعة على أن نتعامل مع الجماعة في سهولة ويسر، ودون تعرض للكف.

8. تفسر الحيل بعض الظواهر الاجتماعية، كالتعصب العنصري. فعندما تُحبط الجماعة الأقوى فإنها "تحوِّل" مشاعر العدوان إلى جماعة الأقلية الضعيفة، بدلاً من أن تتجه إلى المصادر الحقيقية للإحباط (والتحويل هو نقل الدوافع والرغبات والانفعالات من مسالكها الأصلية، إلى مسالك أخرى بديلة).

   مضار الحيل العقلية:

1. كثيراً ما تتحول الحياة بدورها إلى عوائق تمنع تحقيق التوافق؛ فحين يحدث الكبت قد يتعذر استعادة المادة المكبوتة، ما يسبب المزيد من القلق، وخصوصاً عند محاولة المادة المكبوتة الظهور والوصول إلى منطقة الشعور.

2. لا يتيسر تعديل هذه الحيل بسهولة لما تلقاه من تدعيم ناتج من خفضها للقلق الذي يعانيه الفرد، وشعوره بالراحة لفترة زمنية طويلة نتيجة لاستخدامها.

3. تشوه هذه العمليات الواقع ما قد يؤدي بالفرد ـ الذي يعتمد عليها ـ إلى الابتعاد عن الواقع. فالإفراط في أحلام اليقظة والنكوص، مثلاً، يعزلان الفرد عن الواقع، فلا يرى أو يرتاح إلا لما في خياله، أو في ممارسة الأساليب الطفلية، ما يؤدي به إلى الانسحاب من الواقع.

4. يؤدي الإفراط في استخدامها إلى الاعتماد عليها كوسائل للتكيف، ما قد يؤدي إلى الإصابة بالمرض النفسي أو العقلي، كما في الحالات التي تستخدم النكوص بكثرة، أو التي تستخدم الانسحاب من المشاركة الاجتماعية كوسيلة للتكيف.

5. كرد فعل للإحباط يتولد العدوان، الذي قد لا يستطيع الفرد توجيهه إلى مصدر الإعاقة أو الإحباط؛ فيحوله إلى ذاته. فيلوم نفسه وينتقص من قدراته وإمكانياته. وقد يؤدي تحويل العدوان إلى ذات الشخص إلى الانتحار.

معنى هذا أن من الحيل الدفاعية ما يؤدي إلى تحطيم الذات في صور متعددة، كالانسحاب المفرط والانطواء الشديد والانتحار وإزهاق الروح.

رابعاً: الحيل العقلية الدفاعية ومواجهة الواقع

خلال سعي الإنسان إلى تحقيق أهدافه وإشباع رغباته، يصطدم بعدد من العوائق. ويؤدي ذلك إلى شعوره بالإحباط؛ ما يدفعه إلى محاولة إعادة التوافق واستعادة الاتزان، ببذل الجهد أو التأجيل (النتائج المباشرة)، أو باستخدام بعض من الحيل العقلية الدفاعية، التي تساعده على التخفيف من توتره. ولعل مواجهة الواقع من الأساليب المناسبة لعدم الانغماس أو الإغراق، في الحيل الدفاعية.

تقتضي مواجهة الواقع التفكير في الموقف وتحليله بعناية، والتوصل إلى مستوى سلوكي يستطيع أن يقوم به الشخص وأن يعززه، ويتمشى مع صورة ذاته وتكوينه العام وما لديه من قيم. وفي كثير من المواقف التي من هذا النوع، يتضمن السلوك الجديد اختيار الصالح ونبذ الطالح، بغض النظر عن أنماط السلوك الشائعة. ومن الضروري أن نعيش في الواقع مع الناس، وأن نتوافق مع مقتضيات المجتمع؛ ولكن هذا لا يعني أن نتنازل عن قيمنا الأساسية ومعاييرنا.

وتقتضي مواجهة الواقع احترام العقل والاحتكام إلى الواقع الحقيقي لإصدار الحكم، أو الوصول إلى المعرفة الحقيقية، والتفرقة بين الفاسد والصحيح، من دون الاستناد في ذلك إلى خرافات وغيبيات. ومن هذا المنطلق يتسق السلوك مع المنهج العلمي في التفكير وفي علاج المشكلات؛ كذلك، فإن تغيير السلوك لا بد أن يبدأ من العقل، ومناقشة أفكار الفرد غير المعقولة، ومن ثم تتغير الطريقة التي يدرك بها الواقع وتتغير مشاعره إزاء المواقف. ولمّا كانت الصلة مباشرة بين التفكير والانفعال، فكل تغيير في التفكير إلى الأفضل يترتب عليه تحسن في انفعالات الفرد، ومن ثم تعديل في سلوكه.

وتقتضي مواجهة الواقع وعي الفرد بذاته، أي فهمه لها، وتقديره الموضوعي الواقعي لإمكاناته، واكتشاف ما لم يُستخدم من تلك الإمكانيات، وإعادة تقييم كل ذلك في ضوء الإمكانات البيئية والاجتماعية.

وتقبل الفرد لذاته من الوسائل التي تساعد على مواجهة الواقع بنجاح. إن فكرة الإنسان عن نفسه من أهم العوامل التي تؤثر في سلوكه؛ فإذا كانت هذه الفكرة حسنة مشوبة بالرضا، فإن ذلك يدفعه إلى العمل والتوافق مع المجتمع والنجاح حسب قدراته. أما الفرد الذي لا يتقبل ذاته، فإنه يتعرض للمواقف الإحباطية التي تجعله يشعر بالعجز والفشل؛ ما يدفعه إلى استخدام الحيل العقلية الدفاعية كوسيلة لا شعورية للتوافق والتكيف.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحيل العقلية الدِّفاعية
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى منشدات :: منتدى الأسرة والمجتمع :: منتدي الطب والصحه النفسيه-