[rtl]          وقد تكون الاستجابة بسيطة، في صورة فعل منعكس بسيط Simple, Direct (مُفرد / سهل / أو واضح)، على مستوى منخفض من الأداء العصبي والدماغي، وربما تكون الاستجابة مُعقدة، وتتطلب مستوى من التفكير والقدرة على الحكم على الأمور، وهذا يعتمد على نضج الجهاز العصبي وسلامة الدماغ. وهذا النضج يتحقق مع تقدم سن الطفل. ويُلاحظ ذلك في عملية التبول. فالطفل الرضيع، في عامه الأول، عندما تمتلئ مثانته، تحدث إثارة (تنبيه) لجدران المثانة. وينتقل هذا التنبيه إلى الحبل الشوكي، بوساطة الأعصاب. فيُعطي الحبل الشوكي أمراً بالاستجابة البسيطة، لإفراغ المثانة، من دون النظر إلى أي ظروف خارجية، ومن دون فهْم للواقع. فيتبول الطفل في ملابسه، وقد يُبلل من يحمله. أما عندما يكبر الطفل، ويُصبح جهازه العصبي أكثر نضجاً، فإن امتلاء المثانة، يُنبه جدرانها، وينتقل هذا التنبيه إلى النخاع الشوكي، فيُرسل، بدوره، إشارة إلى المخ، الذي تنبع منه الرغبة في التبول. فإذا كانت الظروف غير مناسبة للتبول، فإن قشرة المخ ترسل إشارات عصبية، تثبط جدران المثانة، وتزيد من مرونتها، لتحمل كمية البول الموجودة في المثانة وما يزيد من بول، حتى تصبح الظروف مناسبة للتبول. وهنا، كانت الاستجابة معقدة. وبمنع عملية التبول حتى تتهيأ الظروف، يأخذ الشخص في البحث عن مكان مناسب للتبول. وحتى يتم العثور على المكان المناسب، ويتم إفراغ المثانة، تكون الاستجابة الكاملة لامتلاء المثانة كمثير. وهكذا يمكِن أن تتعقد الاستجابة، وتستغرق وقتاً لتتحقق، كرد فعل للمثير. وكلما حقق الإنسان نضجاً نفسياً وحضارياً، تعقدت استجاباته، وأصبح يحسب حسابها، قبْل أن ينفذها. إنه السعي على بصيرة وحكمة، وعلو عن بدائية الكائنات الأولية. [/rtl]